أحمد النجار (دبي)

أكد الدكتور راشد خلفان النعيمي، المدير التنفيذي لقطاع الشؤون الإعلامية في المجلس الوطني للإعلام، أهمية البرنامج الوطني لدعم الأفلام الإماراتية، الذي أطلقه المجلس الوطني للإعلام، بتوجيهات معالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، رئيس مجلس إدارة المجلس الوطني للإعلام، ومنصور المنصوري مدير عام المجلس، مشيراً إلى أن البرنامج يهدف إلى دعم سوق الأفلام الإماراتية، وإثراء المحتوى المحلي، عبر حزمة مبادرات تم إطلاقها بالتعاون مع أكثر من 6 شركات متخصصة في توزيع الأفلام داخل الدولة، وتستهدف تقديم مجموعة من التسهيلات للمنتجين الإماراتيين، إلى جانب مبادرة الأفلام السعودية، التي تساهم، حسب قوله، في توفير منصات عرض للمنتجين السينمائيين بين البلدين.

سينما جادة
وأكد النعيمي في حديثه لـ«الاتحاد»، أن هناك خطة موضوعة لتنسيق الجهود، بحيث يذهب الدعم للتمويل لصالح المنتجين والشركات المحلية لإنعاش سوق الأفلام داخل الدولة، والتي تترجمها مجموعة من الاتفاقات والشراكات تم توقيعها، صباح أمس، من قبل ممثلي المجلس الوطني للإعلام في مبنى متحف الاتحاد بدبي، مع أكثر من 15 جهة، ممثلة في موزعي الأفلام ودور عرض السينما؛ بهدف دعم الأفلام الإماراتية، وتعزيز إنتاج المحتوى المحلي.
ويأتي توقيع تلك المبادرات والشراكات المهمة في سبيل تشجيع المنتج السينمائي المحلي وإثراء المشهد الفني من أجل صناعة سينما إماراتية جادة، إيماناً بأنه من يمتلك سينما قوية، فإنه قادر على أن يفرض هويته ويصنع رسالته وينقلها إلى ثقافات العالم، وانطلاقاً من الدور المهم، الذي يلعبه المجلس الوطني للإعلام، بما يسهم في تشجيع إنتاج وبث المحتوى السينمائي المحلي، وفق حديث النعيمي.

أفلام إماراتية
وقال النعيمي إن المنتج السينمائي المحلي يمثل وثيقة ثقافية تعكس إشراقات المجتمع الإماراتي، فبعد توقيع تلك الشراكات، هناك صفقات كبيرة يمكن أن يحققها المنتجون الإماراتيون من وراء تلك المبادرات الداعمة لإنعاش وإثراء سوق السينما الإماراتية، بصرف النظر عن ضعف التمويل ومحدودية المنتجين المحليين. ويرى النعيمي أنها خطوة مهمة لكل صناع السينما، وقد تكللت بالفعل في نجاح أفلام إماراتية عدة، تم تقديم الدعم والتسهيلات لها كخطوة أولى، ومنها فيلم «سفر اضطراري» للمخرج ناصر التميمي والذي تم عرضه مؤخراً في دور السينما السعودية، وحقق نجاحاً جماهيرياً في شباك التذاكر، إلى جانب فيلم «علي وعليا» للمخرج والمؤلف حسين الأنصاري.
ولفت النعيمي إلى أن هناك برنامجاً خاصاً لتأهيل المنتجين وصناع الأفلام، «حيث نعمل حالياً مع دبي (ميديا سيتي) على إطلاق 12 ورشة عمل للمنتجين الإماراتيين، منها 4 ورش لما قبل التصوير، و4 ورش خلال التصوير، و4 ورش بعده والتي تساهم في تطوير جودة التصوير والإخراج والإنتاج لصناع الفيلم الإماراتي».

خطة للمنافسة
وأوضح إبراهيم علي خادم، مدير إدارة المحتوى الإعلامي في المجلس الوطني للإعلام، أن البرنامج الوطني لدعم الأفلام الإماراتية يهدف إلى دعم الحراك الفني في مجال الأفلام المحلي، وتقديم حزمة من التسهيلات لشركات الإنتاج والموزعين والمنتجين، لجعل الفيلم الإماراتي يدخل ضمن خط المنافسة العربية والعالمية، مشيراً إلى أنه سيتم الدعم من خلال الاتفاقيات التي تم توقيعها، عبر تقديم الدعم والتسهيلات اللازمة لتصوير الأفلام، والذي سيركز على تعزيز الإنتاج والتصوير في الدولة، وتدريب وإعداد الكوادر من أجل رفع المستوى الفني للفيلم الإماراتي، وتوفير الفرص التدريبية، وتحقيق عنصر الجودة والقيمة والمضمون الجيد، إلى جانب دعم الفيلم الإماراتي إعلامياً وتسويقياً.

التسويق عربياً
موضوع التمويل يواجه تحديات، وفق خادم، تكمن في جودة الفيلم بوصفه يصنع الفرق، إلى جانب التحدي اللوجستي؛ «لذلك فإننا نسعى إلى توفير المعالجات كافة لتخطي كل تلك التحديات، التي تواجه المنتج وصانع الأفلام الإماراتي»، مشيراً إلى وجود خطة لتوزيع وتسويق الفيلم الإماراتي في العالم العربي، وذلك بالتعاون مع السينما السعودية وتعزيز التبادل في المنتج السينمائي.

قياس مستوى الإقبال
وعن آلية ضمان استدامة مشروع هذا البرنامج، قال خادم: «لدينا طريقتان نسعى من خلالهما إلى التحديث المباشر مع شركات الإنتاج الإماراتية، حيث يقدمون لنا التحديات التي تواجههم، ونحاول التعامل معها خطوة بخطوة وتسهيلها»، مشيراً إلى وجود برنامج متابعة لدى كل الشركات الموقعة يحدد كم عدد الأفلام التي تم عرضها، وكم شغلت من المقاعد، ليتم قياس مستوى الإقبال والجودة، عبر تقرير فني بعد كل فيلم، وتسهم هذه الأرقام في تجاوز بعض المعضلات والتحديات.

نقلة نوعية
يتوقع إبراهيم علي خادم، أن البرنامج الوطني لدعم الأفلام الإماراتية، سوف يحدث نقلة نوعية ومهمة في حركة السينما المحلية، وأضاف: لدينا نية في صناعة محتوى سينمائي ينافس بقوة، وتصدير الفيلم الإماراتي إلى العالم، من خلال التركيز على رفع المستوى الفني للفيلم من حيث القيمة والرسالة والجودة والمضمون في أركانه، وتقديم معالجات لإيجاد صيغة تدعم صناعة السينما وتساند الفنان المحلي للاستمرار في مشواره الفني.